قوى الكواكب الأساسية (الحكم، الشرف، الحد، المثلثة، الوجه)

قوى الكواكب

يتم حساب القوة أو الأصالة للكواكب في خريطة الميلاد، كي نرى ما إذا توفرت الفرص للكوكب كي يستخرج طاقته. بعض الكواكب تكون في أوج قوتها، بينما البعض متوسطي القوة. لكن أكثر ما يهمنا في هذا الحساب، هي الكواكب الضعيفة والتي لا تملك أي قوى وخالية من كل الأصالات. هذه الكواكب تظهر ضعفها في حياة الشخص بصيغة نقصان بعضا من العناصر المهمة جدا في شخصيته، بيئته وعدم قدرته على التأقلم مع بعض من جوانب الحياة بشكل سليم.

سنتحدث أولا عن مصادر القوة الأساسية للكواكب:

حاكم البرج والوبال:

كل برج له حاكم كما تعلمون. في الصورة توضيح لذلك. الفكرة خلف هذا التقسيم هو أننا نقوم بتقسيم دائرة الأبراج إلى نصفين، نصف نهاري ونصف ليلي. النصف النهاري يبدأ بالأسد وينتهي مع الجدي. بينما النصف الليلي يبدأ بالسرطان وينتهي مع الدلو.

الأسد تحكمه الشمس، السرطان يحكمه القمر.

الجوزاء والعذراء يحكمهما عطارد.

الثور والميزان تحكمهما الزهرة.

الحمل والعقرب يحكمهما المريخ.

الحوت والقوس يحكمهما المشتري.

الدلو والجدي يحكمهما زحل.

أن يكون الكوكب في البرج الذي يحكمه، يضيف قوى هائلة لذلك الكوكب. فإذا افترضنا أن الأبراج ممالك، نجد الكواكب الحاكمة هي الملوك لهذه الممالك. فكل ملك يكون في أوج قوته وحريته حين يكون في مملكته.

بينما مفهوم "الوبال" متعلق بعكس الحكم. فهو يمثل الكوكب المرفوض في مملكة ما. هو عدوا لهذه المملكة ولا يملك أي حقوقا فيه، لذا ينتحس ويبقى تعيسا ما لم يقو من خلال عناصر أخرى إضافية.

الأسد والسرطان وبال زحل،

العذراء والجوزاء وبال المشتري،

الميزان والثور وبال المريخ،

العقرب والحمل وبال الزهرة،

القوس والحوت وبال عطارد،

الجدي وبال القمر، الدلو وبال الشمس.

حاكم الشرف والهبوط:

اعتبرنا أن كل برج مملكة، وحاكم البرج هو الملك لتلك المملكة. هذه الممالك تحوي أشرافا أيضا إضافة إلى الملوك. ليست جميعا ولكن الأغلبية. حاكم الشرف هو الكوكب الذي يظهر بجميع صفاته الإيجابية والقوية فقط في ذلك البرج. فالشرف اعتبر أقوى من الحكم. 

لنشرح الفرق بمثال: المريخ في الحمل ملكا هنا ويكون في أوج قوته، بينما في الجدي في شرفه يكون قويا لكن بإيجابياته فقط. المريخ هو طاقة الصراع في هذه الحياة والحرب لأجل حقوقنا، السعي خلف رغباتنا.

مريخ الحمل: شخص محارب متحمس يسعى خلف رغباته فورا. إلا أن عيبه أنه سهل التحميس ولسرعة مبادرته يفتقر التخطيط فيخسر المعارك.

مريخ الجدي: شخص محارب بتخطيط. ولأن الجدي برج صبور يهدف المستقبل: فعيب المريخ يختفي. لأنه يتعلم الصبر، يخطط وينفذ. فهو أقوى من وجوده في برجه.

فلنتحدث الآن عن بقية الكواكب في شرفها وما سبب كونها مشرفة في ذلك الموضع.

الشمس شرفها في برج الحمل. لأن عيب الشمس عدم الحركة، فهو يشع بثبات ودون مبادرة لاستغلال تلك الطاقة. برج الحمل هو برج المبادرة، الحركة والبدايات الجديدة، لذا فهنا يقوى الشمس. فيصبح ملكا فعالا، بدل أن يكون ملكا مستقرا على عرشه دون حركة.

القمر شرفه في برج الثور. لأن عيب القمر عدم الاستقرار والتقلب، بينما الثور أكثر الأبراج ثباتا واستقرارا وطمأنينة. فهو أشبه ببيت فخم.

عطارد شرفه في برج العذراء. حالته استثنائية. لأن عطارد عيبه التنقل من حال إلى حال والسطحية، بينما في العذراء يحلل ويدقق ويعاود النظر.

الزهرة شرفها في برج الحوت. لأن عيب الزهرة انتظار المقابل لما تعطيه. بينما في برج الحوت تتفانى في العطاء بلا حدود. فهي أشبه بحورية البحر.

المريخ شرفه في برج الجدي. لأن عيب الحمل العجلة والتسرع. بينما الجدي يضيف الحكمة والصبر والتخطيط. فهو أشبه بقائد مخطط ومنفذ.

المشتري شرفه في برج السرطان. لأن عيب المشتري التوسع والمبالغة دون حدود. بينما في برج السرطان يملك أصولا وروابط يتوسع من خلاله. فهو أشبه بالعائلة الكبيرة.

زحل شرفه في برج الميزان. لأن عيب زحل التقييد والقوانين الصارمة بشدة. بينما الميزان برج الوسطية والتوازن. فيصبح زحل صارما بتوازن. فهو أشبه بمحكمة عادلة.

العقدة الشمالية شرفها في برج الجوزاء. لأن عيبها التقدم إلى المستقبل مع فقدان اللحظة. بينما الجوزاء يمثل النظر من عدة وجهات نظر والتلذذ باللحظة.

العقدة الجنوبية شرفها في برج القوس. لأن عيبها التعلق بالماضي وعدم التقدم. بينما القوس يضيف إليها النظرة المستقبلية المتفائلة.

بما أننا تحدثنا عن الشرف، فيجب ان نتحدث عن مضاده ألا وهو "الهبوط":

الكوكب في هبوطه، مثل رجل متواجد في مملكة تنبذه. هو ليس بعدو، لكنه غير مرغوب به كونه يسبب المشاكل هنا. لذا فوجود الكواكب في برج هبوطها، دلت على مشاكل متعلقة بذلك الكوكب وتضعف الكوكب جدا. 

الميزان هبوط الشمس،
العقرب هبوط القمر،
الحوت هبوط عطارد،
العذراء هبوط الزهرة،
السرطان هبوط المريخ،
الجدي هبوط المشتري،
الحمل هبوط زحل،
الجوزاء هبوط العقدة الجنوبية،
القوس هبوط العقدة الشمالية.

الحدود المصرية للكواكب:

سبق وافترضنا أن كل برج مملكة، وهذه الممالك لها ملوكا وأشراف. الآن سنقسم كل مملكة لولايات، حيث كل ولاية تملك واليا مسيطرا على تلك المنطقة وله الكلمة المطلقة فيها. شبه القدماء حكام الحدود، بأرباب العبيد. فلهم سيطرة مطلقة على الكوكب الذي يقع في منطقتهم.

الجدول يوضع صاحب حد كل من الأبراج:

فمثلا حين يقع كوكب ما في الدرجة 10 من برج الحمل، نجد أن حاكم حده الزهرة. لأن الزهرة تحكم الدرجات من 6 إلى 12 من الحمل.

أو إذا كان كوكبا ما واقعا في الدرجة 17 من برج الجدي، نجد أن حاكم حده الزهرة أيضا. لأن الزهرة تحكم الدرجات من 14 إلى 22 من برج الجدي.

حكام المثلثة(حسب دوروثيوس):

المقصود بالمثلثة هي العناصر الفلكية. فكل عنصر يحتوي 3 أبراج كما فصلنا فيه مسبقا. لذا حكام المثلثة، هم حكام العناصر. كل عنصر يملك 3 حكام. كما موضح في الصورة:

 

مثال: في خريطة ميلاد لشخص مولود في النهار، إذا وجدنا القمر في برج الحوت. فنستنتج أن حاكم مثلثة القمر هم الزهرة والمريخ والقمر. إذا فالقمر ليس ضعيفا بالكلية في هذا البرج. رغم أنه ليس ملكا وشريفا فيه. إلا أنه يرتاح نوعا ما في التعبير عن طاقته بسبب وجوده في مثلثة نفسه.

حاكم الوجه(العشرية):

هنا يتم تقسيم كل برج إلى ثلاثة أقسام، كل قسم له حاكم. وبما أن البرج يتكون من 30 درجة، أصبحت كل 10 درجات محكومة من قبل كوكب مختلف. 

ملاحظة: يجب التنوية أن تقنيات متنوعة تناقلت عبر العصور إلينا، منها الوجوه الهندية. لكن حديثنا عن عن الوجوه المصرية والتي وصلت إلينا من مصر القديمة. وتم استخدامها لدى ابن أبي الرجال، ابن عزرا وغيرهم من العلماء الفلكيون العرب.

الجدول كما موضح بالأسفل:

مثال للتوضيح: إذا وقعت الزهرة في برج الحمل درجة 23، نجد أن هذا البرج وبال الزهرة. لكن لكونها حاكمة العشرية الثالثة لبرج الحمل، لا تكون بذاك الضعف المتوقع.

العشريات تستخدم في درجة نقطة الطالع أيضا. إذ تعطينا دلالات قوية عن مظهر الشخص وحتى أكثر من حاكم برج الطالع أحيانا.

لنكمل موضوعنا نحو حساب القوى الأساسية:

لقد ذكرنا أن كل كوكب يكون قويا (سعيدا) متى ما كان يحكم برجه، شرفه، حده، مثلثته أو وجهه. بينما الكوكب الذي يفتقر إليها جميعا يكون ضعيفا (منحوسا). الكوكب الضعيف يحتاج دعم وتقوية.

لكن هناك عوامل أخرى أيضا قد تساعد الكوكب الضعيف وتنهي نحسه، أو قد تضر بالكوكب القوي وتقلل من سعده. وهذا سنتحدث عنه في موضوع لاحق بإذن الله.

يمكنك الآن عزيزي القارئ حساب القوى الأساسية للكواكب في خارطتك الفلكية. لننظر بمثال معا كي يسهل عليك.

الخريطة الفلكية تخص مايلي سايرس (Miley Cyrus):

لنحسب معا أولا قوى الزهرة كونها حاكم الطالع.

حكم البرج: زحل.

حكم الشرف: المريخ.

حكم الحد: المشتري.

حكم المثلثة: الزهرة، القمر والمريخ.

حكم الوجه(العشرية): المريخ.

نجد أنها ليست بالضعف الشديد، إذ كونها في مثلثتها تعطيها جزءا من القوة. لكنها ليست قوية بمعنى الكلمة أيضا.

لنحسب قوى زحل كونه حاكم نقطة وسط السماء.

حكم البرج: زحل.

حكم الشرف: لا يوجد.

حكم الحد: المشتري.

حكم المثلثة: زحل، عطارد والمشتري.

حكم الوجه: عطارد.

النتيجة: زحل قوي جدا كونه واقعا في المملكة التي يحكمها، كما المثلثة التي يحكمها.

لنحسب أصالة الشمس.

حكم البرج: المشتري.

حكم الشرف: العقدة الجنوبية.

حكم الحد: المشتري.

حكم المثلثة: الشمس، المشتري وزحل.

حكم الوجه: عطارد.

النتيجة: الشمس متوسطة القوى. كونها على الأقل واقعة في مثلثتها.

وهكذا يمكننا الاستمرار بالحسابات حتى نجد أقوى الكواكب وأضعفها.

للحديث بقية...                  

Amine Barutcu